حلم الكمبيوتر الواعي المدرك للأشياء سيصبح حقيقة؟

حلم الكمبيوتر الواعي المدرك للأشياء سيصبح حقيقة؟

حلم قديم يراود المخيلة البشرية. من رواية فرانكشتاين الشهيرة إلى صنع
الروبوت هذا الحلم الجميل والمخيف بآن واحد، هدفه تطوير آلة تكون حية
وواعية. انه حلم قد يتمكن الإنسان من خلق كائن اصطناعي ينبض بالحياة
بوسائل غير طبيعية. والآن يوجد تفكير جدي من قبل العلماء والخبراء بأن
يكون الكمبيوتر هوذلك الكائن الحيّ الاصطناعي.تساؤلات كثيرة تجتاح
المخيلة البشرية هل العقول الاصطناعية ممكنة؟ وهل سيصل الذكاء الاصطناعي
يومًا مستوى الذكاء البشري؟ ويجيب كورديرو: إن أجهزة الكمبيوتر اليوم
أفضل من عقولنا في العديد من المهام فمثلاً أجهزة الكمبيوتر تعالج
المعلومات أسرع بكثير من الإنسان، كما أنها تتمتع بذاكرة أوسع وأكثر
استقرارًا كما أن الكمبيوترات ترسل المعلومات أسرع بكثير من البشر. وبرغم
ذلك فإن الذكاء الاصطناعي عمومًا لم يصل مستوى الذكاء البشري إذا كنا
نقصد بالذكاء نمط الإدراك العالمي لكن برمجيات أكثر تقدمًا ومرونة في
الطريق ويقول بعض الباحثين إنه بحلول عام 2029م سيجتاز الذكاء الاصطناعي
الاختبار وستكون الكمبيوترات العملاقة قادرة على إجراء نفس عدد الحسابات
في الثانية مثل العقل البشري خلال سنوات قليلة وستكون الحواسيب الشخصية
بذات القدرة بحلول 2020م، بل إن العملاء يقولون إن 10 تبرايات (Terabit)
(1013 بايت) من ذاكرة الكمبيوتر (تعادل مساحة الذاكرة من عقل بشري واحد)
ستكلف ألف دولار فقط بعد 10 سنوات.وهل يمكن للوعي البشري أن يبقى هو
الأفضل، والمتحكم بدورة العملية..؟؟ عندئذ مامصير البشرية والى ماذا يفضي
الفكر البشري، وهل سينصفوننا نحن الفقراء وتتحقق العدالة الاجتماعية على
الأقل مرة واحدة في المدى الزمني البشري……؟؟؟

جدلية الوعي والضمير :

لقد أورد هربرت سايمن أحد كبار خبراء الذكاء الاصطناعي، في كتابه علوم
المصطنع the Sciences of the Aartificial مقارنة بين العقل البشري
والنملة. لنتصور ،نملة تسير على شاطىء رملي تعصف به الرياح وتغسله بين
الحين والآخر أمواج البحر. فهي تدور في طريق متعرجة حول الأشياء، وتلتف
لتخفف من وطأة الانحدارات ، فسلوكها يعكس التعقيد البيئة المحيطة بها
وليس تعقيدها هي. وهكذا الأمر للعقل البشري. وتختلف الرؤى والنظريات حول
العلاقة بين الإنسان والآلة

وأنسنة الآلة وإكسابها وعياً ما بمستوى ما يمكن تطويره مستقبلاً، فهناك
نظريات مادية بحتة ترى أن الضمير هو مجرد مسألة تفاعلات كيميائية
وفيزيائية داخل الدماغ البشري ، في حين نظريات أخرى تتمسك بالبعد الروحي
للضمير ولا يقبلون أن تكون الآلة هي صاحبة الضمير والوعي ولكن بعيداً عن
النظريات الفلسفية والدينية، فالوعي تحدده مجموعة من العوامل التي تجعل
الكائن الحيّ واعياً بكامل قدراته على الشعور والوعي .

 

عوامل الوعي التي تخص الآلة: يمكن تلخيصها بعدة عوامل هي:

– الخيال Imagination هو أن يتمكن الإنسان من تصور مشهد غير

موجود في البيئة التي يتواجد المتخيّل وابتكار مفاهيم مجرّدة.

– التنبه الموجّه Directed Attention هو أن يتمكن الإنسان من

تركيز انتباهه في مجال ما يرغبه.

– الشعور بالمكان Sense of Place يستطيع الإنسان على تحديد

مواقع الأمكنة وموقعه منها.

– التخطيط Planning هو قدرة الإنسان على العلم والتلقين والحفظ

والاستيعاب.

– القرارات والمشاعرDecisions Emotions القدرة على اتخاذ

القرارات والشعور بالأسى والفرح.

إن الكمبيوتر في عصرنا الحالي قادر على القيم بعدة أعمال مثل حفظ

البيانات والقيام بالعليات الحسابية وغيرها، على نحو أفضل مما يستطيع

الإنسان القيام به. وهذه العمليات تقوم بمبادرة أو أوامر من مستخدم

الكمبيوتر وليست بمبادرة ذاتية من الكمبيوتر ذاته. ولكي يكون الكمبيوتر

واعياً يتوجب عليه التصرف بشكل مستقل . وتتركز أبحاث اليوم على تطوير

التكنولوجيا الكمبيوترية، أو على تطوير أنظمة كمبيوترية تحاكي الدماغ.

وتركز المختبرات أبحاثها على عدة مستويات، ومن ذلك تطوير نماذج تفصيلية

على شاكلة الجها زالعصبي داخل الدماغ، أو تطوير برامج للذكاء الاصطناعي

للقيام بعمل محدد بعد تلقي تعليمة معينة. وقد طورت الأكاديمية الروسية

للعلوم روبوتاً يحاكي دماغ طفل صغير وتستطيع أن تكسبه كصديق . إن من

بين النظريات في علم النفس حول الوعي التي يمكن تطبيقها معلوماتياً هي

نظرية العالم النفساني برنارد بارس التي تؤكد بأن الوعي هوحصيلة إندماج

عدة أحاسيس استشارية في الدماغ تؤدي إلى اتخاذ قرار حول كيفية التصرف.

وقد طوّر العالم الكمبيوتري ستان فرانكلين هذه النظرية إلى برنامج واع هو

برنامج العوامل الذكية الموزّعة Intelligent Distributed Agents ,IDA حيث

أن كل عامل يمثل آلية للتصرف وفق نظرية بارس. وقد طور فرانكلين نظاماً

كمبيوترياً يعتمد برنامج IDA لمساعدة سلاح البحرية الأمريكية على انجاز

بعض الأعمال أوتوماتيكيا، من قبيل تنظيم دورات عمل المستخدمين أو ماهي

المهمات المطلوبة من كل مستخدم. وقد تم تزويد البرنامج بنتائج قراراته

أي أن هذا القرار” جيد أم لا”، وذلك لكي يتعلم البرنامج من أخطائه ويعدّل

تصرّفه على هذا الأساس. أما على صعيد محاكاة عمل الدماغ فمثل هذا العمل

يبدأ بإجراء دراسة بيولوجية معمقة للدماغ للتعرف على تفاعلاته الكيميائية

أثناء عملية التفكير.وهناك نظرية تؤكد بأن لكل عامل من عوامل الوعي

تفاعله العصبي والكيميائي الخاص وأن الكمبيوتر الواعي يجب أن يكون

قادراً على محاكاة هذه التفاعلات. ويؤكد بعض العلماء إن هذه المحاكاة

يمكن أن تتم بواسطة شبكات عصبية اصطناعية Artificial Neural Networks وهي

شبكات كمبيوترية مصممة للعمل وفق نمط مماثل للشبكات العصبية الحّية. ولقد

تم تطوير بعض تلك الشبكات،لتحاكي أنماط دقيقة من التفاعلات الدماغية.

إن التعرف على الدماغ بشكل أفضل وماهية الذكاء والتفكير سوف يتيح تطوير

إنسان آلي مزود بعوامل الوعي، ويؤكد بعض العلماء سيكون في المستقبل

القريب ولكن سيبقى الوعي الإنساني هو الغالب. وتتحقق العدالة الاجتماعية

بفضل العلم والاشتراكية العلمية بعيداً عن المصالح والأنانية.

أرسلها لنا : شريكنا الجديد

محمد ابراهيم خضور- سوريا

انت أيضا يمكنك ان تشاركنا بإرسالك كتابتك لننشرها على جامعة المنحة للتعليم الالكتروني