ليس المتجر الذي تذهب إليه هو المتجر الوحيد في وطنك, وعلى مستوى العالم يستثمر الكثير من الأشخاص والشركات في إنشاء المتاجر, ومجال البيع بالتجزئة واسع وكبير, وتختلف ظروف كل مجتمع وعاداته الثقافية وأعرافه في الطعام والشراب والملبس, فما يقبل الناس على شرائه في الشرق لا يتمتع بانجذاب الناس في الغرب, ولكن سوق الشرق الأوسط غير متشبعة؛ فما علاقة التشبع وغير التشبع باختيارك للمتجر الملائم؟
سنجيب على هذا السؤال بعد التحليل المنطقي والسليم للعلاقة بين السوق والمستهلك.
الشرق الأوسط منطقة بكر كسوق يتزايد عدد سكانها, وهم في الوقت نفسه لا يصنعون, كما أن منطقة كاملة منه هي منطقة الخليج العربي تتسع فيها فرص العمل, ويقبل عليها المغتربون من كل أنحاء الدنيا.
وفي وسط نقص الإنتاج المحلي من المواد الغذائية وارتفاع دخول الخليجيين في السعودية والكويت وقطر والبحرين والإمارات وعمان يصبح المجال خصبًا لإنشاء متاجر تكفي لحاجة المستهلكين الذين يتكاثرون يومًا بعد يوم؛ نتيجة الزيادة السكاني واتساع سوق العمل.
وفي ظل توالي الأموال على الخزائن والمصارف نتيجة توفر السيولة التي تقابل براميل النفط التي تتجه إلى المناطق الصناعية في العالم, لهذا السبب السوق غير متشبع؛ فدائمًا يستقطب السلع الاستهلاكية الإستراتيجية والكمالية.
وهناك أسباب أخرى تجعل المتاجر منتشرة, وثقافة الشراء سائدة, وهي أسباب اجتماعية تتعلق بالطبيعة العربية من كرم وسخاء ومجاملات وزيارات عائلية تتجاوز الحد الطبيعي للاستهلاك عند أفراد وأسر ومجتمعات أخرى؛ كالمجتمع الإنجليزي مثلًا.
هناك تنشأ المتاجر كل يوم, وتحقق نجاحًا, لكن هذا النجاح مرتبط أيضًا بجوانب أخرى تتعلق بالنظافة والمظهر العام, وتوافر الشروط الصحية للتخزين وتاريخ الصلاحية وغيرها, وليست كل المتاجر تتلاءم مع الاستهلاك الآدمي الذي يمس الصحة والميزانية, والصحة تحديدًا لا يمكن تعويضها وسط ظروف تخزين غاية في الخطورة لجغرافية الوطن العربي التي ترتفع فيها الحرارة في أغلب أوقات السنة.
عند اتجاهك للمتجر ضع في ذهنك هذه الظروف والملابسات؛ فليس الشراء عملية سهلة, وإذا كانت هذه هي الحال فضع أمام عينيك شروطًا تراها في المتجر الذي تتجه للشراء منه.
أولًا: الثلاجات والمبردات التي لا تتعطل:
ويراعى في ذلك أن يكون المتجر في منطقة لا ينقطع فيها التيار الكهربي, ويكون متوفرًا دائمًا؛ لأن المواد الغذائية وكثير من السلع الأخرى يسرع إليها الفساد بمجرد توقف المبردات في وسط هذه الأجواء الحارة, وتتحول أحيانًا إلى مواد سامة.
ثانيًا: الأسعار الملائمة:
وينبغي أن يوفر المنتج عروضًا مثل عروض بنده, وأن تتوفر فيه التخفيضات, وكما قلنا التنافسية موجودة؛ فلمَ أذهب إلى متجر يستنزف الميزانية في كمية قليلة من المنتجات؟
ثالثًا: توافر الشروط الصحية لسلامة المكان:
من الميكروبات والجراثيم والنظافة الكاملة كليًّا وجزئيًا للأرضيات والعارضات.. هذا يكون واضحًا, اختبر المتجر بنفسك, ولا تشترِ من متجر لا تتوافر فيه الشروط الصحية من نظافة وغيرها.
ثالثًا: نظافة الموظفين الشخصية:
ومظهرهم العام وملابسهم, تأمل ذلك قبل أن تتعامل مع المتجر؛ فهم من سيغلفون لك اللحوم, ومن سيبيعون لك الأجبان والحلويات, تخيل الأيدي النظيفة التي تتعامل معها, والفرق بينها وبين أيادٍ أظافرها طويلة ومتسخة, وانعكاسات ذلك على صحتك.