رسالة ماجستير تسلط الضوء على المشاريع اﻹنجيلية اﻷمريكية في المنطقة
_ الرسالة خلصت إلى 28 نتيجة مهمة .
عنوان الرسالة : دور الدين في السياسة الخارجية الأمريكية (2001 -2012م) “دراسة تحليلية”
الباحث : عبد الرحمن بن علي وافي
الجامعة : جامعة الملك سعود
سنة الإجازة : 2015
الدرجة العلمية : ماجستير
كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 فاتحة جديدة ردت الاعتبار للبعد الديني ودوره في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية للولايات المتحدة الأمريكية،,ودعت الباحثين في
مجال السياسة الخارجية والعلاقات الدولية إلى الالتفات إلى أهمية هذا البعد, نظراً للوضوح الشديد التي اتسمت به العلاقة بين السياسة الخارجية الأمريكية والدين بعد هذه الأحداث , حيث ما فتأت إدارة بوش الابن في إطار مواجهتها لأحداث الحادي عشر من سبتمبر تعتمد على تعبئة الرأي العام الأمريكي من خلال استدرار مشاعره الدينية وتأجيجها, مما أدى إلى تشكل طفرة بحثية في موضوع العلاقة بين الدين والسياسة الخارجية الأمريكية .
إلا أن هذه الطفرة البحثية التي عنت بدور الدين في السياسة الخارجية الأمريكية ما لبثت أن تضاءلت حتى تلاشت تماماً مع مجيء الرئيس أوباما الذي لم يعمد إلى تبرير سياساته بشعارات لاهوتية كما كان يفعل سلفه بوش الابن , مما أثار إشكالية جديدة في الأوساط البحثية عن ما إذا كان تأثير الدين في السياسة الخارجية الأمريكية يرتبط بالمعتقدات الشخصية لرئيس الدولة وحزبه , أم بالنسق العقائدي للمجتمع الأمريكي , أم بمدى حضور اليمين المسيحي وتأثيره في السياسة الخارجية الأمريكية .
وفي محاولة منه لحل هذه الإشكالية تقدم الباحث عبد الرحمن بن علي وافي برسالة ماجستير إلى كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود في الرياض , بعنوان : دور الدين في السياسة الخارجية الأمريكية (2001 -2012م) “دراسة تحليلية” . وتمت مناقشتها وإجازتها من قبل أعضاء اللجنة المكونة من الأستاذ المساعد, الدكتور/ أسامة أحمد العادلي , والأستاذ المشارك, الدكتور/ أحمد محمد وهبان , والمشرف على الرسالة , الأستاذ المشارك, الدكتور/ سرحان بن دبيل العتيبي .
وقد كانت المشكلة التي اهتمت هذه الدراسة بمعالجتها بالتحديد، هي معرفة مدى حقيقة الدور الذي يلعبه الدين كعامل “مؤثر” فعلياً في السياسة الخارجية الأمريكية منذ العام 2001م إلى العام 2012م , وتأتي أهمية هذه المشكلة في كونها تناولت فترتان رئاسيتان تنأيان بالدراسة عن المسار الاختزالي نظراً لاختلاف الأيديولوجية الشخصية لكل من الرئيسين, حيث إن بوش الابن عرف بفكره الديني المتطرف، بعكس باراك أوباما الذي عرف بميوله الليبرالية وأفكاره التقدمية ، كما أنهما من حزبين تختلف مبادئ وقيم كل منهما عن الآخر، حيث يمثل حزب بوش الجمهوري التوجه المحافظ, بعكس حزب أوباما الديمقراطي الممثل للتوجهات الليبرالية. وبالتالي فإن هاتين الفترتين تحرران الدراسة من أسر فرضية المعتقدات الشخصية أو النسق العقائدي لرئيس الدولة أو حزبه.
وقد اعتمد الباحث في دراسته على خمسة مناهج تم اللجوء لكل منها بحسب مقتضيات ومتطلبات الدراسة , وهذه المناهج هي : المنهج الوصفي التحليلي , ومنهج صنع القرار , والمنهج المقارن , والمنهج السلوكي , إضافة إلى المنهج التاريخي .
أما الأهم فهي النتائج التي توصلت إليها الدراسة, حيث بلغت 28 نتيجة يمثل عدد منها نتائج جديدة وغير مسبوقة , وهذه النتائج باختصار هي كالتالي :-
أولاً : أن العامل الديني المتمثل بــ”العقيدة الإنجيلية” كان عاملاً رئيساً في التأثير على مسار السياسة الخارجية الأمريكية خلال الفترة محل الدراسة,
ثانياً : أن جميع ما يتعلق بالجانب “العقائدي” في السياسة الخارجية الأمريكية , يتعلق بالضرورة بإسرائيل , سواءً بـ”إسرائيل المسيحية أو بـ”إسرائيل اليهودية”
ثالثاً : أن وضوح العلاقة بين الدين والسياسة الخارجية الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم يكن ناجماً عن نزعات دينية شخصية , بقدر ما كان ناجماً عن تعاظم نفوذ اليمين المسيحي في السياسة الخارجية وتأثير شبكاته الإعلامية الضخمة على الرأي العام الأمريكي, إضافة إلى طبيعة المجتمع الأمريكي العقائدية .
رابعاً : كان لتوغل اليمين المسيحي في معظم مفاصل الدولة والمجتمع المدني في الولايات المتحدة , دوراً رئيساً في استمرارية تأثير الدين في عهد إدارة الرئيس باراك أوباما على نفس الوتيرة التي كان عليها في عهد إدارة الرئيس بوش الابن .
خامساً : أن السياسة الخارجية التي اعتمدتها إدارة أوباما لا تعدو كونها سياسة مكملة لما بدأت به إدارة بوش الابن , كما أن كلتا الإدارتين قدمت المصالح العقائدية على حساب الكثير من المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية .
سادساً : أن الولايات المتحدة سعت خلال الفترة محل الدراسة إلى إضعاف الدول العربية الكبرى وزعزعة استقرارها , وإسقاط أنظمتها التقليدية انطلاقاً من رغبتها في إعادة تشكيل البيئة الإقليمية للعالم الإسلامي , وإعداد شرق أوسط جديد تتناسب ملامحه مع الرؤى والتصورات الأمريكية الإنجيلية .
سابعاً : أن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية استمرت في عهد أوباما كما كانت عليه في عهد بوش الابن , وإن بدت في عهد أوباما أكثر خنوعاً للرغبات الإسرائيلية .
ثامناً : أن الولايات المتحدة الأمريكية وإن بدت من خلال دستورها الوطني دولة علمانية , فإن الدور الذي أداه الدين ولا يزال يؤديه في سياستها الخارجية جعلها أقرب إلى الدولة “الدينية” منها إلى الدولة العلمانية .
تاسعاً : أن جرائم الحروب وعمليات الإبادة الأمريكية التي تجلت في المنطقة بوضوح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر , استمدت جذورها الأساسية من نصوص الكتاب المقدس المسيحي .
عاشراً : أن إستراتيجية الفوضى الخلاقة هي فكرة ترتبط بشكل وثيق بالعقيدة الإنجيلية , وتستمد جذورها الأصيلة من الكتاب المسيحي المقدس .
الحادي عشر : أن ثورات الربيع العربي لم تكن مجرد ثورات شعبية مرتبطة بعوامل داخلية محضة فحسب , بل كانت مدعومة بعوامل خارجية لا يمكن عزلها عن العوامل الداخلية .
الثاني عشر : أن الدعم الأمريكي لتلك الثورات من خلال تهيئة العوامل المساعدة لدفع القوى الشعبية الساخطة إلى الانتفاض على أنظمتها القائمة, يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشروع الشرق الأوسط الجديد .
الثالث عشر : أن دعم الولايات المتحدة لثورات الربيع العربي لم يكن هدفه تغيير الأنظمة التقليدية بقدر ما كان يصب في الرغبة في زعزعة الدول العربية ورسم خارطة جديدة للمنطقة تتوافق مع الخارطة التي وعد بها الكتاب المقدس.
الرابع عشر : أن أهم المشاريع الأمريكية في العالم الإسلامي، كالشرق الأوسط الجديد، ومن قبله النظام العالمي الجديد، تمثل أهم المشاريع اللاهوتية الأمريكية النابعة من الكتاب المقدس المسيحي .
الخامس عشر : أن إعادة اليهود لأراضيهم التوراتية في الوطن العربي وعلى رأسها دول الربيع العربي, والعراق, والسودان, تعد أقدس نبوءات الكتاب المقدس عند الأمريكيين، لارتباطها بعودة المسيح وإنشاء مملكة المسيحيين الألفية “إسرائيل الجديدة” في نهاية التاريخ .
السادس عشر : أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تنظر إلى حروبها وسياستها الامبريالية في الوطن العربي من منظار الاعتداء بقدر ما تعدها استعادة لميراثها الإلهي التوراتي .
السابع عشر : أن الإنجيليين الأمريكيين المسيطرين حالياً على معظم مؤسسات السلطة التنفيذية والتشريعية في الولايات المتحدة، يعملون على صناعة التاريخ والعالم حسب قراءتهم لكتابهم المقدس وتفسيرهم لنبوءاته المحرفة .
الثامن عشر : أن السياسة الخارجية الأمريكية، والخطط الإستراتيجية التي عملت على تنفيذها كل من إدارتي بوش الابن وأوباما في العالمين العربي والإسلامي تتوافق بشكل صريح مع الاستراتيجيات التي يتضمنها الكتاب المسيحي المقدس .
التاسع عشر : أن القضاء على الثقافة والروح الإسلامية بشكل عام، والإسلام السياسي على وجه الخصوص، يعد من أهم أهداف السياسة الأمريكية خلال الفترة محل الدراسة .
العشرون : أن مفهوم السلام في الشرق الأوسط وفق المنظور الأمريكي، لا يعني مفهوم السلام بمعناه الظاهر أو المجرد ,بل يتضمن إشارات وإيحاءات رمزية تتعلق بالسلام الألفي، أو مملكة السلام الأرضية التي تمثلها إسرائيل أو صهيون الجديدة.
الحادي والعشرون : أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما ترجمته الولايات المتحدة على أثرها، بتدميرها لأفغانستان والعراق لا يمكن عزله عن مشروع الشرق الأوسط الجديد وأحداث الربيع العربي، فهي سلسلة من المشاريع والاستراتيجيات المترابطة والموجهة لتحقيق نفس الأهداف والغايات.
الثاني والعشرون : أن تدمير العراق يعد من أهم نبوءات الكتاب المقدس التي تكفل الأمريكيون بتنفيذها منذ بداية استيطانهم في القارة الأمريكية الشمالية، كما أنها خطوة محورية لتحقيق الحلم المسيحي المتمثل بعودة المسيح وتأسيسه لمملكته الإسرائيلية الألفية التي سيحكمها من جبل صهيون بحد زعمهم.
الثالث والعشرون : أن حرص الولايات المتحدة على زعزعة استقرار السودان, ورعايتها لعملية تقسيمه, لا يمكن عزله عن البعد الديني في حرب الولايات المتحدة على العالم الإسلامي، ومشروعها اللاهوتي لصياغة شرقها الأوسطي الجديد، كما أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعقيدة الإنجيلية الأمريكية والنبوءات المسيحية المقدسة – المحرفة- لنهاية التاريخ.
الرابع والعشرون : أن العقيدة الأمريكية هي عقيدة صهيونية أكثر من كونها مسيحية، بل إن كل مسيحي يؤمن بعصمة الكتاب المقدس، يؤمن بأن صهيون هي المصدر الأساسي لشريعته.
الخامس والعشرون : أن مزج الدين بالسياسة الخارجية الأمريكية, والسعي لإقامة إسرائيل الجديدة، يعد من أهم مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية المتفق عليها عرفياً بين عامة المسيحيين البروتستانت الأمريكيين بشكل عام، واليمين المسيحي المهيمن على أهم المؤسسات السياسية والمدنية، إضافة لكونه واجباً عقائدياً لدى الإنجيليين الأمريكيين, انطلاقاً من الميثاق الإلهي والهدف المقدس الذي ترافق مع نشأة أولى المستوطنات الأمريكية منذ بداية القرن السابع عشر.
السادس والعشرون : أن الإنجيليين الأمريكيين يؤمنون بوجوب الإسراع لتهيئة المنطقة لمعركة نهاية العالم أو التاريخ , التي ستقضي فيها الجيوش الغربية المسيحية على الجيوش الإسلامية من وجهة نظرهم، كما يرون أن ما يحدث حالياً في الشرق الأوسط يعد من علامات قرب هذه المعركة، التي ستبدأ بكارثة نووية في الشرق الأوسط بحسب اعتقاد معظمهم .
السابع والعشرون : أن حركة المحافظين الجدد هي حركة صهيونية تنطلق من نفس منطلقات العقيدة الإنجيلية وقوى اليمين المسيحي المتطرفة، وإن كان المحافظون الجدد أضفوا طابعاً علمانياً وليبرالياً زائفاً على أفكارهم، كما أن كلتي النظريتين الأمريكيتين (صراع الحضارات) لــ”صموئيل هنتنجتون”، و (نهاية التاريخ) لــ”فرانسيس فوكوياما” تتصل اتصالاً وثيقاً بالفكر الإنجيلي، وإن تم تغليفهما بقالبٍ حداثي.
الثامن والعشرون : أنه في الوقت الذي يدعي فيه الأمريكيون بأن المسلمين يحسدونهم على حضارتهم فإن الأحقاد الأمريكية القديمة على الإسلام والمسلمين، وظهور النظريات والأصوات التي تنادي من حين لآخر بضرورة استئصال الحضارة الإسلامية، تعود بالدرجة الأولى إلى الحسد الذي تشبعت منه أنفسهم على الإسلام، باعتباره نسخ دينهم المحرف ودحض جميع فرضياتهم اللاهوتية المتعلقة بخطة الرب لنهاية التاريخ، وقيام إسرائيل الجديدة ، وهيكلها الذي سيمثل قبلةً للعالمين فوق جبل صهيون كما أكد كتابهم المقدس .
للإطلاع على الرسالة كاملة
هذا رابط التحميل للرسالة
وهذا رابط التصفح
المصدر:جامعة المنح للتعليم الإلكتروني.